مسترعطيه الخضرى
موقع مستر عطيه الخضرى
موقع لتعليم اللغه الانجليزيه وتحميل كافه البرامج والفلاشات الخاصه بجميع السنوات التعليميه كما يشتمل الموقع على الموسوعات المتنوعه فى كافه المجالات اضافه الى خير الكلام كلام الله والقران الكريم لنخبه متميزه من افضل المقرئيين المصريين والعرب
ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
مستر / عطيه الخضرى
ليسانس اداب 1991/دبلوم الدراسات العليا 1998
ماجستير فى اخطاء الترجمه الحرفيه للقران الكريم2012
مسترعطيه الخضرى
موقع مستر عطيه الخضرى
موقع لتعليم اللغه الانجليزيه وتحميل كافه البرامج والفلاشات الخاصه بجميع السنوات التعليميه كما يشتمل الموقع على الموسوعات المتنوعه فى كافه المجالات اضافه الى خير الكلام كلام الله والقران الكريم لنخبه متميزه من افضل المقرئيين المصريين والعرب
ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
مستر / عطيه الخضرى
ليسانس اداب 1991/دبلوم الدراسات العليا 1998
ماجستير فى اخطاء الترجمه الحرفيه للقران الكريم2012
مسترعطيه الخضرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مسترعطيه الخضرى

موقع مسترعطيه الخضرى

 
الرئيسيةتفسير القران الأحدث الصورالتسجيلدخول
مستر /عطيه الخضرى مدرس اول انجليزى ثانوى عندنا تجدون كل ما تبحثون عنه والموقع فى طور الاعداد والتجهيز ويشرفنا انضمامكم لنا ومشاركاتكم الفعَّاله فى كافه المجالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحانات كيمياء الثانويةالعامة السنوات السابقة بالاجابات النموذجية
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه I_icon_minitimeالخميس مايو 22, 2014 6:53 pm من طرف خالد2211

»  تعليم القراءة والكتابة للاطفال
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 13, 2013 12:59 am من طرف misterattia

» مراجعة ليلة الامتحان --------------------- للقصة المقررة على الصف الثانى الثانوى ----------------------------------------- عام ---------- وعلمى بالازهر فى شكل س و ج
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه I_icon_minitimeالجمعة يناير 04, 2013 11:01 pm من طرف misterattia

» مراجعة ليلة الامتحان --------------------- للقصة المقررة على الصف الثانى الثانوى ----------------------------------------- عام ---------- وعلمى بالازهر فى شكل س و ج
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه I_icon_minitimeالجمعة يناير 04, 2013 11:01 pm من طرف misterattia

» تدريبات اللغةالانجليزية مباشرة من الموقع للصف الثانى الازهر الثانوى
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 14, 2012 2:15 am من طرف misterattia

» حياتنا النفسية - الاضطرابات النفسية الشائعة وعلاجها - القلق النفسي ...
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 13, 2012 5:01 am من طرف misterattia

» ملف شامل للأمراض النفسية وعلاجها
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 13, 2012 4:59 am من طرف misterattia

» الموسوعة الشاملة للامراض النفسية اسبابها......اعراضها ...
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 13, 2012 4:56 am من طرف misterattia

» تفسير الاحلام لابن سيرين
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 13, 2012 4:49 am من طرف misterattia

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
اليوميةاليومية

 

 الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
misterattia
Admin
misterattia


المساهمات : 216
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
العمر : 59
الموقع : attia-elkhodary

الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه Empty
مُساهمةموضوع: الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه   الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 23, 2011 6:22 am

الإهداء
أهدي ما قد تحصل في علم الله لي من ثواب هذا البحث
إلى من ذكرهم الله تعالى في قوله" إن المسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين
والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات
والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين
فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله
لهم مغفرة وأجرًا عظيما" سائ ً لا الله تعالى أن يجعلني ووالدي
وذريتي وزوجتي في صميمهم ومن أنصارهم.
د
شكر وتقدير
الحمد لله في البدء والختام على ما قدر فهدى، وسدد فأعطى، واهب
النعم، ودافع النقم، ذي الجلال والإكرام.
ثم إلى جامعة وادي النيل ممثلة بمديرها وعميد كلية الدراسات العليا
وعميد كلية الدراسات العليا الأستاذ الدكتور عبدالكريم عثمان وإلى كافة
القائمين على هذا الصرح العلمي العظيم الشكر وجميل العرفان ووافر
الحب والتقدير على ما أحاطوني به وإخواني الطلبة الأردنيين، من كبير
عنايتهم، وحسن تعاملهم، وصدق إحساسهم ومشاعرهم الجياشة التي كان
لها أكبر الأثر في إقبالنا على هذه الجامعة التي نفخر بها وسنظل نفخر
بها ما حيينا.
ثم إلى كل من قدم لي معروفًا ولو بكلمة طيبة أو بسمة رضا.
ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى قيادة جيشنا الأردني التي أتاحت لنا
فرصة الدراسة وفتحت أمامنا آفاقها وأخص بالذكر استقلا ً لا سماحة مفتي
القوات المسلحة الأردنية شاكرًا فضله علي ونوائله الواصلة إلي.
١
المقدمة:-
الحمد لله المنقذ من الضلال، المتفرد بالعزة والجلال، القائل في كتابه: "وسبح بالغدو
والآصال"، والصلاة والسلام على محمد النور المبين، والبشير النذير، وعلى آله
وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد:-
فإن من قضيات الأصول، ومسلمات الأمور، أن أوجد الله الخير وشرع له أبوابًا،
ودل الخلق عليه، وجعل منهم له أه ً لا وأصحابًا، فكان مضمارًا يتسابق إليه المتسابقون،
ويتنافس إليه المتنافسون، فمنهم من هداه الله إليه وشرح صدره وأنار قلبه وأذاقه من لذة
المعرفة وترياق الحب ما جعله يسلك الأسباب الموصلة إليه، ويدع كل ما يصد عنه،
وإن من أوضح تلك الأسباب التي رسمت معالمها وشدت معاقلها هو ذكر الله تعالى
الذي يجلي حقيقة قرب العبد من ربه وعلو منزلته، إذ يجعله في ظله يوم لا ظل إلا
ظله، فمن كان أكثر ذكرًا له كان أقرب إليه، وكان في كنفه يأمن وينجو من غضبه
وسخطه.
وتتعدد مواضع الذكر ومواطنه بما هي أوعيته ومظانه، فأعلاها قدرًا وأعظمها أجرًا
ثم ما اجتهد فيه سلف  ما ورد في القرآن الكريم، ويليها ما جرى على لسان الرسول
الأمة مما لا يخرج عما ورد في الكتاب والسنة.
وانطلاقًا من هذا، فقد آثرت أن يكون بحثي بعنوان : (الذكر في القرآن الكريم) لأن
القرآن له المقام الأسمى والمرقب الأبهى، وهو النور المبين وحبل الله المتين.
٢
الجهود السابقة:
بادئ ذي بدء، فإنني لا أدعي الكمال فيما وفقت إلى اختياره وكتابته، لكنني أقر
بفضل الله ونعمته علي أن أعانني على كتابة هذا البحث مع أنني قد سبقت إليه من
غيري من أهل العلم والفضل، والذي أود الإشارة إليه، أن أولئك الذين كتبوا فيه
صنفان:
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه
مشتتًا ومبعثرًا تحت عناوين مختلفة من كتبهم.
الصنف الثاني: أولئك الذين ألفوا في الذكر خاصة لكنهم أطالوا وأسهبوا مما يورث
لدى بعض القارئين كل ًُ لا أو سآمة خلال مطالعتي، لا سيما إذا كان يريد
البحث عن جزئية يسيرة فيه، مما يحمله على مزيد عناء ومشقة.
فاتبعت منهجًا يجمع شتات ما تفرق لدى أصحاب الطريقة الأولى، ويختصر ما
توسع فيه أصحاب الطريقة الثانية، جامعًا من زوائد الفوائد وشرائد الفرائد متحريًا بعون
الله تعالى وتوفيقه صحة المعلومة وسهولة إيصالها إلى القارئ ببساطة ف ي الأسلوب
وتقريب في العرض مع توطئة لكل فصل من فصول الدراسة.
٣
خطة البحث ومنهج الدراسة:
لقد اتبعت في كتابة هذا البحث خطة تتسم بالصبغة العلمية ذات المعالم الرئيسة
التالية:
أ-قسمت بحثي إلى مقدمة وأربعة فصول على النحو التالي:
المقدمة: وتناولت فيها أهمية البحث ومنهجي في الدراسة والجهود السابقة.
الفصل الأول: تعريف الذكر وحكمه وفضله.
الفصل الثاني: كيفية الذكر وصيغه وأوقاته.
الفصل الثالث: فوائد الذكر وثماره.
الفصل الرابع: نتائج الإعراض عن ذكر الله تعالى.
ب-اعتمدت في بحثي هذا على عدة مصادر ومراجع من أجلها كتاب الله تعالى ثم
كتب التفسير والحديث النبوي الشريف وكتب الأخلاق والآداب والرقائق.
ج-كان جل اعتمادي في الدراسة على كتب العلماء القدامى فلهم قصب السبق في
هذا المضمار وعليهم كبير معول من جاء بعدهم.
د-أثناء تناولي لأي قضية من قضايا البحث كنت أقدم في الاستدلال عليها م ا ورد
في القرآن الكريم مع الرجوع إلى تفسير الآيات بالقدر الذي يحقق الغرض من
الاستدلال بها وهو فحوى الدليل، ثم أرجع إلى السنة النبوية بالقدر الذي يبين
مراد الآية مما يسعفني في توجيه الدليل وفهم المراد، ثم كنت أعرض لأقوال
بعض العلماء ذوي الشأن ممن سبق لهم الحديث عن الذكر ك ً لا أو بعضًا، سواء
في تفسير آية أو شرح حديث أو ابتداء كلام وفقوا إليه، مما أفاد معنى له تعلق
بالبحث من قريب أو بعيد.
٤
الفصل الأول
الذكر: تعريفه وحكمه
وفضله
وفيه المباحث التالية:
المبحث الأول: تعريف الذكر لغة وشرعًا.
المبحث الثاني: حكم الذكر.
المبحث الثالث: فضل الذكر والإكثار منه.
٥
المبحث الأول
تعريف الذكر لغة وشرعًا
وفيه فرعان :
الفرع الأول: الذكر لغة.
الفرع الثاني: الذكر في الاصطلاح الشرعي.
الفرع الأول: الذكر لغة.
مصدر ذكر الشيء يذكره ذكراً وذكرًا بكسر الذال وضمها، وهو يأتي في اللغة لمعان
( عدة ومن أهمهاSad ١
الأول: هو الشيء يجري على اللسان، أي ما ينطق به يقال ذكرت الشيء إذا نطقت به
( أو تحدثت عنه، ومنه قوله تعالى: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا}( ٢
الثاني: استحضار الشيء في القلب، نقيض النسيان ومنه: قوله تعالى: {وما أنسانيه إلا
. ( الشيطان أن أذكره}( ٣
الثالث: الصيت والشهرة والثناء.
١) ابن منظور، لسان العرب، ج ٤، ص ٣٠٨ / الطاهر أحمد الزاوي، ترتيب القاموس المحيط ج ٢ ص ٢٦ )
الرازي،مختار الصحاح ص ٢٢٢
. ٢) سورة مريم، آية رقم ٢ )
. ٣) سورة الكهف آية ٦٣ )
٦
.( الرابع: قال الراغب الأصفهاني في مفرداته( ١
الذكر تارة يقال ويراد به هيئة للنفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة،
وتارة يقال لحضور الشيء القلب أو القول، ولذلك قيل الذكر ذكران: ذكر بالقلب وذكر
باللسان وكل واحد منهما ضربان، ذكر عن نسيان وذكر لاعن نسيان بل عن إدامة الحفظ
وكل قول يقال له الذكر، فمن الذكر باللسان قوله تعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه
.( ذكركم}( ٢) وقوله تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك}( ٣
( ومن الذكر عن النسيان: قوله تعالى: {فأني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان}( ٤
.( ومن الذكر بالقلب واللسان معًا قوله تعالى: {فأذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرًا}( ٥
الفرع الثاني: الذكر في الاصطلاح الشرعي.
الذكر شرعًا لفظ مشترك يطلق على عدة معا ٍ ن ومن أهمها:
المعنى الأول: القرآن الكريم، قال الله تعالى: {إنا نحن نزلنا ال ذكر وأنا له
.( لحافظون}( ٦
. ١) الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص ١٧٩ )
. ٢) سورة الأنبياء، آية ١٠ )
. ٣) سورة الزخرف آية ٤٤ )
. ٤) سورة الكهف آية/ ٦٣ )
. ٥) سورة البقرة آية / ٢٠٠ )
. ٦) سورة الحجر آية رقم ٩ )
٧
المعنى الثاني: صلاة الجمعة، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من
.( يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع}( ١
.( المعنى الثالث: العلم، قال الله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}( ٢
وغير ذلك، قال الله  المعنى الرابع: التسبيح والتهليل والتكبير والصلاة على النبي
.( تعالى: {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم}( ٣
حقيقة الذكر: من خلال تعريف الذكر شرعًا كما سبق آنفًا نلاحظ أن حقيقة كلمة الذكر
وغير  المراده، هو المعنى الرابع أي التسبيح والتهليل والتكبير والصلاة على النبي
ذلك، ويشهد لذلك:
أحاديث نبوية شريفة منها:
.( : "إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه"( ٤  قوله
.( شفتاه"( ٤
وما روي أن رج ً لا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني
.( بشيء أتشبت به قال: "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله" ( ٥
١) سورة الجمعة آية رقم ٩ )
. ٢) سورة الأنبياء آية رقم ٧ )
. ٣) سورة النساء آية رقم ١٠٣ )
٤) رواه ابن ماجه في كتاب الأدب. )
٥) رواه الترمذي في كتاب الدعوات وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه. )
٨
ومن خلال تعريفات الذكر يظهر انه لا فرق بين المعاني اللغوية والاصطلاحية، إذ
المعاني اللغوية تندرج ضمن المعاني الاصطلاحية.
٩
المبحث الثاني
حكم الذكر
الذكر محبوب مطلوب من كل أحد مرغب فيه مندوب إليه في جميع الأحوال إلا في
حال ورد الشرع الشريف باستثنائه كحالة الجلوس على قضاء الحاجة، وحالة الجماع،
 وحالة سماع الخطبة وحالة النعاس، ولا يكره في الطريق وفي الحمام، وكان رسول الله
يذكر الله  يذكر الله تعالى على كل أحيانه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي
.( تعالى على كل أحيانه" ( ١
فالذكر هو جلاء القلب وقوته وغذاؤه ونوره، وكثرة اللهج به تورث المحبة التي هي
روح الإسلام، وقطب رحى الدين، ومدار السعادة والنجاة وصراطها الأقوم، وتورث
المراقبة والأنس والهيبة والإجلال والمعرفة، وهو قوت الملائكة، وحياة أهل الجنة،
يلهمونه فيها كل كما يلهمون النفس، فكان من هذه الحيثية خير الأعمال وأزكاها وأفضلها
.( وأكرم من أنفاق الذهب والورق وأنجى من عذاب الله للذاكر( ٢
قال: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها  عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي
عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم م ن أن
١) رواه الترمذي. )
٢) محمد صديق حسن خان، نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار ص ١٠ ، وسيشار إليه فيما )
.١٤٦ - بعد: نزل الأبرار/ وانظر الفتوحات الربانية، ج ١، ص ١٤٣
١٠
تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا: بلى يا رسول الله قال: ذكر الله
.( تعالى" ( ١
Sad ومما يدل على استحبابه والترغيب فيه ما يلي( ٢
١- أن الله عز وجل أمر به في آيات كثيرة من كتابه العزيز.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو
الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين
.( رحيما}( ٣
Sad قوله تعالى: {أذكروا الله ذكرًا كثيرًا}. وفيه قولان( ٤
أحدهما: اذكروه بالقلب ذكرًا مستديمًا يؤدي إلى طاعته واجتناب معصيته.
الثاني: اذكروا الله باللسان ذكرًا كثيرًا قاله السدي.
"من عجز  وروى مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله
عن الليل أن يكابده وجبن عن العدو أن يجاهده وبخل بالمال أن ينفقه فليكثر ذكر
.( الله عز وجل" ( ٥
Sad وفي ذكره هنا وجهان( ١
١) رواه الترمذي. )
.٤٢٧ - ٢) ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين ج ٢، ص ٤٢٤ )
.٤٤ - ٣) سورة الأحزاب، آيات رقم ٤١ )
.٤١٠ - ٤) الماوردي، النكت والعيون، ج ٤، ص ٤٠٩ )
٥) المرجع السابق. )
١١
أحدهما: الدعاء له والرغبة إليه قاله ابن جبير.
الثاني: الإقرار له بالربوبية والاعتراف له بالعبودية.
قوله تعالى: {وسبحوه بكرة وأصيلا}. قال قتادة: صلاة الصبح والعص ر. وقال
الأخفش: والأصيل ما بين العصر والليل، وقال الكلبي: الأصي ل: صلاة الظهر
والعصر والمغرب والعشاء.
Sad وفي التسبيح هنا ثلاثة أقوال( ٢
أحدهما: انه التسبيح الخاص الذي هو التنزيه.
الثاني: أنه الصلاة.
الثالث: أنه الدعاء، قاله ابن جرير.
وقال الرازي( ٣): (وجه تعلق الآية بما قبلها هو أن السورة أصلها ومبناها على تأديب
مع الله وهو  وقد بدأ الله تعالى بذكر ما ينبغي أن يكون عليه النبي  النبي
مع أهله وأقاربه بقوله: {يا أيها  التقوى، وذكر ما ينبغي أن يكون عليه النبي
النبي قل لأزواجك}( ٤). والله يأمر عباده المؤمنين بما يأمر به أنبياءه المرسلين فأرشد
عباده كما أدب نبيه وبدأ بما يتعلق بجانبه من التعظيم فقال: {يا أيها الذين آمنوا
١) المرجع السابق. )
٢) المرجع السابق. )
.١٧٢ - ٣) الرازي، التفسير الكبير، جلد ٩ ص ١٧١ )
. ٤) سورة الأحزاب آية رقم ٢٨ )
١٢
أذكروا الله ذكرًا كثيرًا}( ١). كما قال لنبيه: {يا أيها النبي اتق الله}( ٢). وهنا لطيف ة:
بكونه من  وهي أن المؤمن قد ينسى ذكر الله تعالى فأمر بدوام الذكر أما النبي
المقربين لا ينسى ولكن قد يغتر المقرب من الملك بقربه منه فيقل خوفه فقال: {اتق
الله}. فإن المخلص على خطر عظيم وحسن ُ ة الأولياء سيئ ُ ة الأنبياء) أ. ه.
.( *وقال الله تعالى: {وأذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيف ً ة}( ٣
قال الماوردي عند هذه الآية الكريمة ( ٤): قوله عز وجل: {وأذكر ربك في نفس ك}.
في هذا الذكر ثلاثة أوجه:
أحدها: انه ذكر القراءة في الصلاة خلف الإمام سرًا في نفسه قاله قتادة.
الثاني: انه ذكر بالقلب باستدامة الفكر حتى لا ينسى نعم الله الموجبة لطاعته.
الثالث: ذكره باللسان إما رغبة إليه في دعائه أو تعظيمًا له بالآية. وفي المخاطب
Sad بهذا الذكر قولان( ٥
أحدهما: أنه المستمع للقرآن إما في الصلاة أو الخطبة قاله ابن زيد.
. ١) سورة الأحزاب آية رقم ٤١ )
. ٢) سورة الأحزاب آية رقم ١ )
. ٣) سورة الأعراف آية رقم ٢٠٥ )
.٢٩١ - ٤) الماوردي، النكت والعيون، جلد ٢، ص ٢٩٠ )
٥) المرجع السابق. )
١٣
ومعناه عام في جميع المكلفين ثم قال: {تضرعا  الثاني: أنه خطاب للنبي
وخيفة} (أما التضرع فهو التواضع والخشوع وأما الخيفة فمعناه
مخافة منه).
.( ٢. النهي عن ضده من الغفلة والنسيان. فقال الله تعالى: {ولا تكن من الغافلين}( ١
Sad قوله تعالى: {ولا تكن من الغافلين}. يحتمل وجهين( ٢
أحدهما: عن الذكر.
الثاني: عن طاعته في كل أوامره ونواهيه، قاله الجمهور.
وقال الرازي( ٣): أن الذكر القلبي يجب أن يكون دائمًا وأن لا يغفل الإنسان لحظة
واحدة عن استحضار جلال الله وكبريائه بقدر الطاقة البشرية والقوة الإنسانية وقال
.( الله تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}( ٤
قوله تعالى: { ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}.
Sad فيه وجهان( ٥
الأول: قال المقاتلان (مجاهد وقتادة) نسوا حق الله فجعلهم ناسين حق أنفسهم حتى لم
يسعوا لها بما ينفعهم عنده.
. ١) سورة الأعراف آية رقم ٢٠٥ )
. ٢)الماوردي، النكت والعيون، جلد ٢، ص ٢٩١ )
. ٣) الرازي، التفسير الكبير، مجلد ٥، ص ٤٤٤ )
. ٤) سورة الحشر آية رقم ١٩ )
. ٥) الرازي، التفسير الكبير، مجلد ١٠ ص ٥١١ / وانظر أبي حيان، البحر المحيط مجلد ٨ ص ٢٤٩ )
١٤
الثاني: أي أراهم يوم القيامة من الأهوال ما نسوا به أنفسهم.
٣- تعليق الفلاح باستدامته وكثرته:
.( قال الله تعالى: {وأذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون}( ١
وعلى  قال الرازي: عند هذه الآية الكريمة: (لما ذكر الله أنواع ن  ع  م  ه على الرسول
المؤمنين يوم بدر علمهم إذ التقوا بالفئة من المحاربين نوعين من الأدب:
الأول: الثبات وهو أن يوطنوا أنفسهم على اللقاء ولا يحدثوها بالتولي.
الثاني: أن يذكروا الله كثيرًا. وفي تفسير هذا الذكر قولان:
القول الأول: أن يكونوا بقلوبهم ذاكرين الله وبألسنتهم ذاكرين الله.
القول الثاني: أن المراد من هذا الذكر الدعاء بالنصر والظفر لأن ذلك لا
يحصل إلا بمعونة الله تعالى) ( ٢). أ. ه
٤. الثناء على أهله والإخبار بما أعد الله لهم من الجنة والمغفرة قال الله تعال ى: {إن
المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين
والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين
والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله
.( كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما}( ٣
. ١) سورة الأنفال، جزء من آية رقم ٤٥ )
. ٢) الرازي/ التفسير الكبير، مجلد ٥ ص ٤٨٩ / وانظر الزمخشري، الكشاف، مجلد ٢ ص ١٦٢ )
. ٣) سورة الأحزاب، آية رقم ٣٥ )
١٥
قال الماوردي: عند قوله تعالى( ١): {والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات}.
فيهم ثلاثة أوجه:
أحدهما: باللسان قاله يحيى بن سلام.
الثاني: التالون لكتابه قاله ابن شجرة.
الثالث: المصلون والمصليات حكاه النقاش.
وقال مجاهد( ٢): (لا يكون ذاكرًا لله تعالى كثيرًا حتى يذكره قائمًا وجالسًا
ومضطجعًا). وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه( ٣): (من أيقظ أهله بالليل وصليا
أربع ركعات كتبا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات).
٥- الإخبار عن خسران من لها عنه بغيره.
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن
.( يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون}( ٤
قال الحافظ ابن كثير عند هذه الآية( ١): (أمر الله عباده المؤمنين بكثرة ذكره وناهيًا
لهم عن أن تشغلهم الأموال والأولاد عن ذلك ومخبرًا لهم بأنه من التلهي بمتاع
الحياة الدنيا وزينتها عما خلق له من طاعة ربه وذكره فإنه من الخاسرين).
. ١) الماوردي، النكت والعيون، مجلد ٤، ص ٤٠٤ )
. ٢) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج ١٤ ، ص ١٨٦ )
٣) المرجع السابق. )
. ٤) سورة المنافقون، آية رقم ٩ )
١٦
وفي معنى قوله تعالى: {عن ذكر الله}. قال الرازي( ٢): (عن فرائض الله وعن
الصلاة والزكاة والحج أو عن طاعة الله تعالى، وعند مقاتل( ٣): (هذه الآية خطاب
للمنافقين الذين أقروا بالإيمان وهم الذين باعوا الشريف الباقي بالخسيس الفاني).
٦- أنه سبحانه وتعالى جعل ذكره لهم جزاء لذكرهم إياه.
قال الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}( ٤) . قال الرازي عند
هذه الآية الكريمة( ٥): (أن الله تعالى كلفنا في هذه الآية بأمرين: الذكر والشكر، أما
الذكر فقد يكون باللسان وقد يكون بالقلب وقد يكون بالجوارح فذكرهم إياه باللسان أن
يحمدوه ويمجدوه ويقرأوا كتابه وذكرهم إياه بقلوبهم على ثلاثة أنواع:
أحدها: أن يتفكروا في الدلائل على ذاته وصفاته ويتفكروا في الجواب عن الشبهة
القادحة في تلك الدلائل.
ثانيها: أن يتفكروا في الدلائل الدالة على كيفية تكاليفه وأحكامه وأمره.
ثالثها: أن يتفكروا في أسرار مخلوقات الله حتى تصير كل ذرة من ذرات المخلوقات
كالمرآة المجلوة المحاذية لعالم القدس فإذا نظر العبد إليها أنعكس شعاع
بصره منها إلى عالم الجلال وهذا المقام مقام لا نهاية له.
. ١) الحافظ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج ٤، ص ٣٩٨ )
. ٢) الرازي، التفسير الكبير، مجلد ٢، ص ١٢٤ )
٣) المرجع السابق. )
. ٤) سورة البقرة، آية رقم ١٥٢ )
. ٥) الرازي، التفسير الكبير، مجلد ٢، ص ١٢٤ )
١٧
وأما ذكرهم إياه بجوارحهم: فهو أن تكون جوارحهم مستغرقة في الأعمال التي
أمروا بها وخالية عن الأعمال التي نهوا عنها فصار الأمر بقوله {فاذكرون ي}
متضمنًا جميع الطاعات) أ.ه
وقال الزمخشري: عند تفسير قوله: {فاذكروني أذكركم}: (اذكروني بالطاعة أذكركم
.( بالثواب) ( ١
.( وهو أمر وجوابه، وفيه معنى المجازاة( ٢
٧- الإخبار أنه أكبر من كل شيء، قال الله تعالى: {واتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم
.( الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر}( ٣
Sad قول الله تعالى: {ولذكر الله أكبر} فيها سبعة اقوال ذكرها الماوردي( ٤
أحدهما: ولذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه قاله ابن عباس.
الثاني: ولذكر الله أفضل من كل شيء .
الثالث: ولذكر الله في الصلاة التي أنت فيها أكبر مما نهتك عنه الصلاة من الفحشاء
والمنكر قاله عبدالله بن عون.
الرابع: ولذكر الله العبد في الصلاة أكبر من الصلاة قاله أبو مالك.
. ١) الزمخشري، الكشاف، ج ١، ص ٢٠٥ )
. ٢) محمد الشوكاني، فتح القدير، ج ١، ص ١٥٧ )
. ٣) سورة العنكبوت، آية رقم ٤٥ )
. ٤) الماوردي، النكت والعيون جلد ٤، ص ٢٨٤ )
١٨
الخامس: ولذكر الله أكبر من أن تحويه افهامكم وعقولكم.
السادس: أكبر من قيامكم بطاعته.
السابع: أكبر من أن يبقي على صاحبه عقاب الفحشاء والمنكر.
٨- انه جعله خاتمة الأعمال الصالحة كما كان مفتاحها فالله تعالى ختم به آية الصيام. قال
.( الله تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}( ١
قال الزمخشري عند تفسير هذه الآية: (شرع ذلك يعني جملة ما ذكر من أمر الشاهد
بصوم الشهر وأمر المرخص له بمراعاة عدة ما أفطر فيه ومن الترخيص في إباحة
الفطر فقوله: {لتكملوا} علة الأمر بمراعاة العدة و(لتكبروا) علة ما علم من كيفية
القضاء والخروج عن عهده الفطر (ولعلكم تشكرون) عل الترخيص والتيسير. وهذا
نوع من اللف لطيف المسلك لايكاد يهتدي إلى تبينه إلا النقاب المحدث من علماء
البيان. وإنما عدي فعل التكبير بحرف الاستعلاء لكونه مضمنًا معنى الحمد، كأنه
قيل: ولتكبروا الله حامدين على ما هداكم، ومعنى: {ولعلكم تشكرو ن} وإرادة أن
.( تشكروا) ( ٢
وختم به آية الحج في قوله: {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو
.( أشد ذكرا}( ١
سبب نزول هذه الآية:
. ١) سورة البقرة، آية رقم ١٨٥ )
. ٢) الزمخشري، الكشاف، ج ١، ص ٢٢٦ )
١٩
روى ابن عباس أن العرب كانوا عند الفراغ من حجتهم بعد أيام التشريق يقفون بين
مسجد منى وبين الجبل ويذكر كل واحد منهم فضائل آبائه في السماحة والحماسة
وصلة الرحم، ويتناشدون فيها الأشعار ويتكلمون بالمنثور من الكلام ويريد كل واحد
منهم من ذلك الفعل حصول الشهرة والترفع بمآثر سلفه فلما أنعم الله عليهم بالإسلام
أمرهم أن يكون ذكرهم لربهم كذكرهم لآبائهم.
وعن السدي: أن العرب بمنى بعد فراغهم من الحج كان أحدهم يقول: "اللهم إن أبي
كان عظيم الجفنة عظيم القدر كثير المال فأعطني مثل ما أعطيته فأنزل الله تعالى
.( هذه الآية( ٢
قوله تعالى: {فإذا قضيتم} فإذا أديتم وفرغتم
Sad مناسككم فيها تأويلان( ٣
أحدهما: إنها الذبائح وهذا قول مجاهد.
الثاني: ما أمروا بفعله في الحج وهذا قول الحسن البصري.
Sad وقوله تعالى: {فاذكروا الله} فيها تأويلات عدة( ١
الأول: أنه محمول على الذكر على الذبيحة.
الثاني: أن المراد هو التكبيرات بعد الصلاة في يوم النحر وأيام التشريق.
. ١) سورة البقرة، آية رقم ٢٠٠ )
. ٢) الرازي، التفسير الكبير، ج ٢، ص ٣٣٤ )
. ٣) الماوردي، النكت والعيون، ج ١، ص ٢٦٢ )
٢٠
الثالث: أن المراد به تحويل القوم عما اعتادوه بعد الحج من ذكر التفاخر بأحوال
الآباء لأنه تعالى لو لم ينه عن ذلك بإنزال هذه الآية لم يكونوا ليعدلوا عن
هذه الطريقة الذميمة فكأنه تعالى قال: فإذا قضيتم وفرغتم من واجبات الحج
وحللتم فتوفروا على ذكر الله دون ذكر الآباء.
الرابع: ومنهم من قال المراد منه أن الفراغ من الحج يوجب الإقبال على الدعاء
والاستغفار وذلك لأن من تحمل مفارقة الأهل والوطن وإنفاق الأموال
والتزام المشاق في سفر الحج فحقيق به بعد الفراغ منه أن يقبل على الدعاء
والاستغفار والانقطاع إلى الله تعالى.
الخام س: أن المقصود من الاشتغال بهذه العبادة قهر النفس ومحو آثار النفس
والطبيعة ثم هذا العزم ليس مقصودًا بالذات بل مقصود منه أن تزول النقوش
الباطلة عن لوح الروح حتى يتجلى فيه نور جلال الله، والتقدير: فإذا قضيتم
مناسككم وأزلتم آثار البشرية وأمطتم الأذى عن طريق السلوك فاشتغلوا بعد
ذلك بتنوير القلب بذكر الله تعالى.
. ١) أبو حيان، البحر المحيط، مجلد ٢، ص ١٠٢ / وانظر الرازي، التفسير الكبير، ج ٢، ص ٣٣٤ )
٢١
وختم به الصلاة، قال الله تعالى: {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا
.( وعلى جنوبكم}( ١
عدوكم (صلاة  ومفاد هذه الآية: (فإذا فرغتم أيها المؤمنون من صلاتكم وأنتم موافقو
الخوف) فاذكروا الله على كل أحوالكم قيامًا وقعودًا ومضطجعين على جنوبكم
بالتعظيم له والدعاء لأنفسكم بالظفر على عدوكم لعل الله يظفركم وينصركم عليهم
نظير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم
(٣)(( تفلحون}( ٢
٩- الإخبار عن أهله بأنهم هم أهل الانتفاع بآياته وأنهم هم أولو الألباب دون غيرهم. قال
الله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي
.( الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم}( ٤
سبب نزول هذه الآية: قال الرازي ( ١): (لما ذكر الله تعالى دلائل الإلهية والقدرة
والحكمة وهو ما يتصل بتقرير الربوية ذكر بعدها ما يتصل بالعبودية وأصناف
العبودية ثلاثة أقسام: التصديق بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح، فقوله
تعالى: {يذكرون الله} إشارة إلى عبودية اللسان، وقوله {قيامًا وقعودًا وعلى
جنوبهم} إشارة إلى عبودية الجوارح والأعضاء، وقوله: {ويتفكرون في خلق
. ١) سورة النساء، آية رقم ١٠٣ )
. ٢) سورة الأنفال، آية رقم ٤٥ )
. ٣) ابن جرير الطبري، تفسير الطبري، مجلد ٤، ص ٢٦٠ / وانظر أبا حيان، البحر المحيط ج ٣، ص ٣٤١ )
.١٩١ - ٤) سورة آل عمران، آية رقم ١٩٠ )
٢٢
السموات والأرض} إشارة إلى عبودية القلب والفكر والروح، والإنسان ليس إلا هذا
المجموع، فإذا ما كان اللسان مستغرقًا في الذكر والأركان في الشكر والجنان في
الفكر كان هذا العبد مستغرقًا بجميع أجزائه في العبودية.
وفي قوله تعالى: {الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم}.
فيها قولان:
الأول: أن يكون المراد منه كون الإنسان دائم الذكر لربه فإن الأحوال ليست إلا هذه
الثلاثة، ثم لما وصفهم بكونهم ذاكرين فيها كان ذلك دلي ً لا على كونهم مواظبين
على الذكر غير فاترين عنه البتة.
الثاني: أن المراد من الذكر الصلاة والمعنى أنهم يصلون في حال القيام فإن عجزوا
ففي حال القعود فإن عجزوا ففي حال الاضطجاع والمعنى: أنهم لا يتركون
الصلاة في شيء من الأحوال.
ثم قال الرازي: (والحمل على المعنى الأول أولى لأن الأيات الكثيرة ناطقة بفض يلة
( : "من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله".( ١  الذكر. وقال رسول الله
١) رواه الطبراني بسند ضعيف. )
٢٣
١٠ - أنه جعله قرين جميع الأعمال الصالحة وروحها، فمتى عدمته كانت كالجسد بلا
( روح. فالله سبحانه وتعالى قرنه بالصلاة، قال الله تعالى: {وأقم الصلاة لذكر ي}( ٢
وقرنه بالجهاد وأمر بذك ِ ره عند ملاقاة الأقران ،ومكافحة الأعداء ،قال الله تعالى:{يا
٢٤
.( أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}( ١
قوله تعالى: {وأقم الصلاة لذكري}.
Sad وفيها أقوال( ٢
١ - لتذكرني، فإن ذكري أن أعبد ويصلى لي.
٢ - لتذكرني فيها لاشتمال الصلاة على الأذكار قاله مجاهد.
٣ - لأني ذكرتها في الكتب وأمرت بها.
٤ - لأن أذكرك بالمدح والثناء وأجعل لك لسان صدق.
٥ - لذكري خاصة لا تشوبه بذكر غيري.
٦ - لإخلاص ذكري وطلب وجهي لا ترائي بها ولا تقصد بها غرضًا آخر.
٧ - لتكون لي ذاكرًا غير نا ِ س فعل المخلصين في جعلهم ذكر ربهم على بال منهم كما
.( قال تعالى: {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}( ٣
٨ - لأوقات ذكري وهي مواقيت الصلاة، لقوله تعال ى: {إن الصلاة كانت على
.( المؤمنين كتابًا موقوتًا}( ٤
. ١) سورة الأنفال، آية رقم ٤٥ )
.٢٠- ٢) انظر الزمخشري، الكشاف، مجلد ٢، ص ٥٣٢ / وانظر الرازي، التفسير الكبير مجلد ٨، ص ١٩ )
. ٣) سورة النور، آية ٣٧ )
. ٤) سورة النساء، آية ١٠٣ )
٢٥
٩ - أقم الصلاة حيث تذكرها، أي أنك إذا نسيت صلاة فاقضها إذا ذكرتها، عن أنس
: "من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا  رضي الله عنه قال: قال رسول الله
( كفارة لها إلا ذلك". ( ١
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم
.( تفلحون}
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://attia-elkhodary.forumegypt.net
 
الصنف الأول: تعرضوا للذكر ضمن كتب الأخلاق ونحوها مما جعل حديثهم عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مسترعطيه الخضرى :: الرسائل العلميه-
انتقل الى: